الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **
تتمة فضل الصديق رضي الله عنه 35631- عن جابر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا الدرداء يمشي أمام أبي بكر فقال له: أتمشي قدام رجل ما طلعت الشمس على أحد منكم أفضل منه! فما رئي أبو الدرداء بعد ذلك إلا خلف أبي بكر. (السراج). 35632- عن علي قال: إن الله هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم (صديقا). (أبو نعيم في المعرفة). 35633- {أيضا} عن أبي يحيى قال: سمعت عليا يحلف بالله: الله أنزل اسم أبي بكر من السماء (الصديق). (طب، ك وأبو طالب اليساري في فضائل الصديق وأبو الحسن البغدادي في فضائل أبي بكر وعمر). 35634- عن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب: إني لأستحي من ربي أن أخالف أبا بكر. (العشاري). 35635- عن علي قال: أبو بكر أفضلنا حديثا. (العشاري). 35636- عن علي قال: وهل أنا إلا حسنة من حسنات أبي بكر. (العشاري). 35637- عن جابر قال: رأى رجل صالح ليلة كأن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نيط عمر بأبي بكر ثم نيط عثمان بعمر، قال جابر: فلما قمنا قلنا: الرجل الصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء ولاة الأمر من بعده. (نعيم بن حماد في الفتن). 35638- عن أبي عبد الرحمن الأزدي قال: لما انقضى الجمل قامت عائشة فتكلمت فقالت: أيها الناس! إن لي عليكم حرمة الأمومة وحق الموعظة لا يتهمني إلا من عصى ربه، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري (سحري: السحر: الرئة، أي أنه مات وهو مستند إلى صدرها وما يحاذي سحرها منه. النهاية 2/546. ب) ونحري وأنا إحدى نسائه في الجنة، ادخرني ربي وخصني من كل بضاعة، وبي ميز مؤمنكم من منافقكم، وبي رخص لكم في صعيد الأقراء، وأبي رابع أربعة من المسلمين وأول من سمي (صديقا)، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، فتطوقه واهق (وهق: الوهق - بالتحريك وقد يسكن -: هو حبل كالطول تشد به الابل والخيل لئلا تند. النهاية 5/233. ب) الإمامة، ثم اضطرب حبل الدين فأخذ بطرفيه ورشق لكم أسلمه، فرقد النفاق وغاض (وغاض نبغ الردة: أي أذهب ما نبغ منها وظهر. النهاية 3/401. ب) نبغ (نبغ: في حديث عائشة تصف أباها (غاض نبغ النفاق والردة) أي نقصه وأذهبه. يقال: نبغ الشيء إذا ظهر، ونبغ فيهم النفاق إذا ظهر ما كانوا يخفونه منه. النهاية 5/10. ب) الردة وأطفأ ما حشت (وأطفأ ما حشت: أي ما أوقدت من نيران الفتنة والحرب. النهاية 1/390. ب) يهود، وأنتم حينئذ جحظ (جحظ: جحوظ العين: نتوءها وانزعاجها، والرجل جاحظ، وجمعه جحظ. تريد عائشة: وأنتم شاخصوا الأبصار، تترقبون أن ينعق ناعق، أو يدعو إلى وهن الإسلام داع. النهاية 1/241. ب) تنتظرون العدوة وتستمعون الصيحة قراب النأى، وأوذم (وأوذم السقاء: أي شده بالوذمة. النهاية 5/172. ب) السقاء وامتاح (وامتاح: هو افتعل أي استقى؛ من الميح: العطاء. النهاية 4/379. ب) من المهواة (المهواة: ومنه حديث عائشة (تصف أباها وامتاح من المهواة أرادت البئر العميقة أي أنه تحمل ما لم يتحمله غيره. النهاية (5/285) ب) واجتهر دفن الرواء (واجتهر دفن الرواء: هو بالفتح والمد الماء الكثير. النهاية 2/279. ب) فقبضه الله وأطفأ على هامة النفاق مذكيا نار الحرب للمشركين يقظان في نصرة الإسلام صفوحا عن الجاهلين. (الزبير بن بكار). 35639- عن عمرو بن العاص قال: قيل: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقال: من الرجال؟ قال: أبوها، قال: ثم من؟ قال: ثم أبو عبيدة. (كر). 35640- عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى دار السلاسل فسأله أصحابه أن يأذن لهم أن يوقدوا نارا ليلا فمنعهم، فكلموا أبا بكر أن يكلمه في ذلك، فقال: قد أرسلوا إلي لا يوقد أحد منهم نارا إلا ألقيته فيها، فلقوا العدو فهزمهم، فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم، فلما انصرف ذلك الجيش للنبي صلى الله عليه وسلم شكوه إليه، فقال: يا رسول الله! إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم، وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، قال: فأحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره، قال: فقال: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: لم؟ قال: لأحب من تحب، قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبو بكر. (ع، كر). 35641- عن كعب بن مالك قال: عهدي بنبيكم قبل وفاته بخمس ليال فسمعته يقول: لم يكن نبي إلا وله خليل من أمته وإن خليلي منكم أبو بكر بن أبي قحافة، وإن الله اتخذ صاحبكم خليلا، وإن من كان قبلكم اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد، ألا وإني أنهاكم عن ذلك - ثلاث مرار. ثم أغمي عليه فأفاق فقال: اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، وألينوا لهم في القول. (أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه والشاشي، قال ابن كثير: غريب ضعيف الإسناد). 35642- عن الزهري عن أيوب بن بشير بن أكال قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صبوا علي من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس وأعهد إليهم، فخرج عاصبا رأسه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله، فلم يلقنها إلا أبو بكر فبكى وقال: نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على رسلك أفضل الناس عندي في الصحبة وذات اليد ابن أبي قحافة، انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدوها إلا ما كان من باب أبي بكر فإني رأيت عليه نورا. (طس، كر وقال: هذا وهم فإن معاوية لم يرو هذا الحديث، وإنما رواه الزهري عن أيوب ابن النعمان أحد بني معاوية مرسلا، فظن (أحد بني) معاوية (حدثني) معاوية فغير حدثني بسمعت ونسب معاوية إلى أبي سفيان) (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/42) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن. ص). 35643- {مسند ربيعة بن كعب الأسلمي} كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني أرضا وأعطى أبا بكر أرضا، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة فقال أبو بكر: هي في حدي، وقلت أنا: هي في حدي، فكان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال أبو بكر كلمة كرهتها وندم، فقال لي: يا ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصا، فقلت: لا أفعل، فقال أبو بكر: لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: ما أنا بفاعل، قال: ورفض الأرض، فانطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت أتلوه، فجاء أناس من أسلم فقالوا: يرحم الله أبا بكر! في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال لك ما قال! فقلت: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر الصديق وهو ثاني اثنين وهو ذو شيبة في الإسلام، فإياكم يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فيهلك ربيعة، قالوا: فما تأمرنا؟ قلت، ارجعوا، فانطلق أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته وحدي حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث كما كان، فرفع إلي رأسه فقال: يا ربيعة! ما لك وللصديق؟ قلت: يا رسول الله! كان كذا وكذا فقال لي كلمة كرهتها فقال لي: قل لي كما قلت لك حتى يكون قصاصا، قال: أجل فلا ترد عليه ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر! فولى أبو بكر وهو يبكي. (طب - عن ربيعة الأسلمي) (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/45) وقال فيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات. ص). 35644- {مسند أبي الدرداء} رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يمشي أمام أبي بكر فقال: أتمشي أمام من هو خير منك! إن أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس وغربت. (كر، وسنده حسن). 35645- عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك عن أبيه عن جده أخي كعب بن مالك قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس! إن أبا بكر لم يسؤني قط. (ابن منده وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، كر). 35646- عن ابن عباس قال: قال أبي: تدرون لم سمي أبو بكر الصديق (عتيقا) قلت لعتق وجهه أو لعتق نسبه، قال: ليس كما تظن، كانت أمه في الجاهلية إذا ولد لها الولد لم يعش، فلما ولد أبو بكر جاءت به إلى الكعبة وقالت: يا إلهي العتيق يا لا إله إلا أنت! هبه لي من الموت، قال: فخرج كف من ذهب لا معصم لها وإذا بقائل يقول: فزت بحمل الولد العتيق* يعرف في التوراة بالصديق قد وهبه الله من الموت وجعله وزير خير أهل الأرض، فلن يفترقا حيين ولن يفترقا ميتين ولن يفترقا غدا عند الله تعالى. (أبو علي الحسن بن أحمد البناء في مشيخته وابن النجار، وسنده جيد). 35647- عن عبد الله بن الزبير قال: كان اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان، فلما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت عتيق الله من النار سمي (عتيقا). (أبو نعيم، قال ابن كثير: إسناده جيد). 35648- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، فبكى أبو بكر ثم قال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله. (كر). 35649- عن أبي هريرة قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت وأبو بكر الصديق عن يمينه وقال: هنيئا لك يا أبا بكر تحية من عند الله إياك! هبط جبريل فقال: يا محمد! من هذا المتخلل بالعباءة عن يمينك؟ فقلت: هذا أبو بكر، أنفق ماله علي قبل الفتح وصدقني وزوجني ابنته، فقال: يا محمد! أقرئه السلام من الله وقل له: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فبكى أبو بكر طويلا ثم قال: رضيت وسلمت لقضاء الله وقدره يا رسول الله. (أبو نعيم في فضائل الصحابة، قال ابن كثير: فيه غرابة شديدة وشيخ الطبراني عبد الرحمن بن معاوية العتبي وشيخه محمد بن نصر الفارسي لا أعرفهما ولم أر أحدا ذكرهما). 35650- عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن أبا بكر الصديق صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين وهم يريدون الشام في تجارة حتى إذا نزلوا منزلا فيه سدرة قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيراء يسأله عن شيء فقال له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال له: ذلك محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب، فقال: هذا والله نبي! ما استظل تحتها بعد عيسى ابن مريم إلا محمد، ووقع في قلب أبي بكر اليقين والصدق، فلما نبئ النبي صلى الله عليه وسلم اتبعه. (ابن منده، كر، قال في المغنى: موسى ابن عبد الرحمن الصنعاني دجال، قال حب: وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابا في التفسير). 35651- عن ابن عباس قال: قدم رجل من أهل العراق وبينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة من النساء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحبا برجل غنم وسلم! فقال: يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة - وهي خلفه جالسة، قال: لم أعن من النساء، إنما عنيت من الرجال، قال: فأبوها إذن. (... (مر معنا هذا الحديث برقم 35606 وكان معزوا إلى هذه الرموز: الدغولي: كر. وسيأتي الحديث برقم 35687 وعزاه للنسائي. وأما ما ذكره بلفظه (الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 4/33) رقم 3888 في سنده نافع أبو هرمز الجمال وهو ضعيف. ص) ). 35652- عن أبي واقد قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قوائم منبري رواتب في الجنة وأن عبدا من عبيد الله خير بين الدنيا ونعيمها وملكها وبين الآخرة فاختار الآخرة، فقال أبو بكر: نفديك يا رسول الله بأنفسنا وأموالنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله. (أبو نعيم) (المقطع الأخير من الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا (5/5). ص). 35653- عن ابن عباس أن أبا بكر الصديق صحب رسول الله وهو ابن ثمان عشرة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في تجارة حتى إذا نزلوا منزلا فيه سدرة قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيراء يسأله عن شيء فقال له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال: ذلك محمد بن عبد الله فقال: هذا والله نبي! ما استظل تحتها بعد عيسى إلا محمد، فوقع من ذلك في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فلما نبئ النبي صلى الله عليه وسلم اتبعه. (أبو نعيم). 35654- عن عائشة قالت: إني لجالسة ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بفناء البيت والستر بيني وبينهم إذ أقبل أبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: من أراد - وفي لفظ: من سره - أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر، وإن اسمه الذي سماه به أهله حيث ولد (عبد الله بن عثمان) فغلب عليه اسم (العتيق). (ع وأبو نعيم في المعرفة؛ وفيه صالح بن موسى الطلحي ضعيف) (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/40) وقال رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات. ص). 35655- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر عتيق الله من النار، فمن يومئذ سمي (عتيقا). (أبو نعيم؛ وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة متروك). 35656- عن عائشة أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر! أنت عتيق الله من النار، فمن يومئذ سمي (عتيقا). (ت وقال: غريب، وفيه إسحاق المذكور؛ طب، ك وابن منده). 35657- عن عائشة قالت: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم أصبح يحدث بذاك الناس، فارتد ناس ممن كان آمن به وصدق وفتنوا، فقال أبو بكر: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدق بخبر السماء في غدوة أو روحة؛ فلذلك سمي أبو بكر (الصديق). (أبو نعيم؛ وفيه محمد بن كثير المصيصي ضعفه أحمد جدا، وقال ابن معين: صدوق، وقال ن وغيره: ليس بالقوي). 35658- {مسند عبد الله بن عمر} بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق عليه عباءة قد خلها (خلها: أي لجع بين طرفيه بخلال من عود أو حديد. النهاية 2/73. ب) على صدره بخلال إذ نزل عليه جبريل فأقرأه من الله السلام وقال له: يا رسول الله! مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال! فقال: يا جبريل؟ أنفق ماله علي قبل الفتح، قال: فأقرئه من الله السلام وقل له: يقول لك ربك: أراض أنت عني في فقرك أم ساخط؟ فبكى أبو بكر وقال: على ربي أغضب! أنا عن ربي راض! أنا عن ربي راض. (أبو نعيم في فضائل الصحابة). 35659- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عبدا من عباد الله قد خير بين ما عند الله وبين الدنيا فاختار ما عند الله فلم يفقهها أحد إلا أبو بكر فبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلك يا أبا بكر! سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر، فإني لا أعلم امرءا أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر. (يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه). 35660- عن إسحاق بن طلحة قال: دخلت على أم المؤمنين عائشة وعندها عائشة بنت طلحة وهي تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر: أنا خير منك وأبي خير من أبيك، فجعلت أمها تسبها فقالت عائشة: ألا أقضي بينكما؟ قالت: بلى! قالت: فإن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا أبا بكر! أنت عتيق الله من النار، فمن يومئذ سمي (عتيقا)، ودخل طلحة بن عبيد الله فقال: أنت يا طلحة ممن قضى نحبه. (ابن منده، كر). 35661- عن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: ايتني بكتف حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه من بعدي، فلما قام عبد الرحمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي بكر الصديق. (ز). 35662- عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قيل: إنما نعني من الرجال، قال: أبوها. (كر). 35663- عن ابن عمر قال: كبر عمر فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيره فاطلع رأسه مغضبا فقال: أين ابن أبي قحافة. (الواقدي، كر). 35664- {مسند نبعة} عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أم هانيء قالت: حدثتني نبعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: يا أبا بكر إن الله سماك (الصديق). (فر). 35665- عن أم هانيء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به: إني أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم، فكذبوه وصدقه أبو بكر فسمي يومئذ (الصديق). (أبو نعيم في المعرفة، وفيه عبد الأعلى ابن أبي المساور متروك). 35666- عن الحسن أن أبا بكر أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة فأخذها فقال: يا رسول الله! هذه صدقتي ولله عندي معاد، وجاء عمر بصدقته فأظهرها فقال: يا رسول الله! هذه صدقتي ولي عند الله معاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر! وترت قوسك بغير وتر، ما بين صدقتيكما كما بين كلمتيكما. (حل قال ابن كثير: إسناده جيد ويعد من المرسلات). 35667- {مسند عبد الرحمن بن أبي بكر} قال الديلمي في مسند الفردوس: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنبأنا أبو علاء الواسطي أنبأنا أحمد بن عمرويه حدثنا محمد بن جعفر بن أحمد بن الليث حدثنا عبد الله بن جعفر الهمداني حدثنا عبد الله بن محمد بن جيهان حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا مبارك بن فضالة حدثنا ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني عمر بن الخطاب أنه ما سابق أبا بكر إلى خير قط إلا سبقه به. (كر). 35668- عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل على أصحابه بوجهه قال: من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال عمر: يا رسول الله! لم أحدث نفسي بالصوم البارحة فأصبحت مفطرا: فقال أبو بكر: لكن حدثت نفسي بالصوم فأصبحت صائما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل منكم اليوم أحد عاد مريضا؟ قال عمر: يا رسول الله! لم نبرح فكيف نعود المريض! فقال أبو بكر: بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف شاك فجعلت طريقي عليه لأنظر كيف أصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟ فقال عمر: يا رسول الله؟ صلينا ثم لم نبرح، فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا سائل فوجدت كسرة من خبز الشعير في يد عبد الرحمن فأخذتها فدفعتها إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت فأبشر بالجنة! فتنفس عمر فقال: واها للجنة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة أرضى بها عمر، عمر زعم أنه لم يرد خيرا قط إلا سبقه إليه أبو بكر. (كر). 35669- عن الحارث قال: سمعت عليا يقول: أول من أسلم من الرجال أبو بكر، وأول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم علي. (كر) (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/43) وقال رواه الطبراني وفيه غالب بن عبد الله لم أعرفه. ص). 35670- عن الحسن عن علي قال: لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس وإني لشاهد وما أنا بغائب ومابي مرض، فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا. (كر). 35671- {مسند علي} عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! نازلت ربي فيك ثلاثا فأبى أن يقدم إلا أبا بكر. (ابن النجار). 35672- عن محمد بن كعب القرظي قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسري به فبلغ ذا طوى قال: يا جبريل! إني أخاف أن يكذبوني، قال: وكيف يكذبونك وفيهم أبو بكر الصديق. (الزبير ابن بكار). 35673- عن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: هل قلت في أبي بكر قيلا؟ قال: نعم، قال: قل وأنا أسمع، قال: وثاني اثنين في الغار المنيف وقد* طاف العدو به إذ يصعد الجبلا وكان ردف رسول الله قد علموا* من البرية لم يعدل به رجلا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: صدقت يا حسان! هو كما قلت. (ابن النجار). 35674- عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: أنا أكبر أو أنت؟ قال: أنت أكبر وأكرم وأنا أسن منك. (خليفة بن خياط، قال ابن كثير: غريب جدا والمشهور خلافه، ش). 35675- عن صلة بن زفر قال: كان علي إذا ذكر عنده أبو بكر قال: السباق يذكرون! السباق يذكرون! والذي نفسي بيده! ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا إليه أبو بكر. (طس). 35676- عن أبي الزناد قال: قال رجل لعلي: يا أمير المؤمنين! ما بال المهاجرين والأنصار قدموا أبا بكر وأنت أوفى منه منقبة وأقدم منه سلما وأسبق سابقة؟ قال: إن كنت قرشيا فأحسبك من عائذة؛ قال: نعم، قال: لولا أن المؤمن عائذ الله لقتلتك، ولئن بقيت لتأتينك مني روعة حصراء، ويحك! إن أبا بكر سبقني إلى أربع: سبقني إلى الإمامة، وتقديم الإمامة وتقديم الهجرة وإلى الغار، وإفشاء الإسلام، ويحك! إن الله ذم الناس كلهم ومدح أبا بكر فقال: (خيثمة، كر). 35677- عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: ماتت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر وعمر ليصلوا فقال أبو بكر لعلي بن أبي طالب: تقدم، فقال: ما كنت لأتقدم وأنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدم أبو بكر فصلى عليها. (خط في رواة مالك). 35678- {مسند أنس} صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ساعة يسلم يقوم، ثم صليت وراء أبي بكر فكان إذا سلم وثب فكأنما يقوم عن رضفة. (عب). 35679- عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق: يا أبا بكر! إن الله أعطاني ثواب من آمن به من يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، وإن الله أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثني إلى أن تقوم الساعة. (الدينوري في المجالسة والعشاري في فضائل الصديق والخلعي، خط والديلمي وابن الجوزي في الواهيات). 35680- عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله أن يقدمك ثلاثا، فأبى إلا تقديم أبي بكر. (أبو طالب العشاري في فضائل الصديق، خط وابن الجوزي في الواهيات، كر، وقال في الميزان: إنه باطل). 35681- عن أبي وائل قال: قيل لعلي: ألا تستخلف؟ فقال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، فإن يرد الله بالناس خيرا فسيجمعهم على خير كما جمعهم بعد نبيهم على خير. (ابن أبي عاصم، عق وأبو الشيخ في الوصايا والعشاري في فضائل الصديق، ق). 35682- عن الحارث عن علي قال: لما خطبت بنت أبي جهل ابن هشام وجد النبي صلى الله عليه وسلم موجدة فرأيت في وجهه فخرجت إلى أبي بكر فأخذت بيده فأدخلته على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر مقبلا تهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم فرحا فقلت: يا رسول الله! رأيت في وجهك ما أكره فلما نظرت إلى أبي بكر تهلل وجهك إليه فرحا! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يمنعني أن تهلل وجهي إلى أبي بكر فرحا وأبو بكر أول الناس إسلاما، وأقدمهم إيمانا، وأطولهم صمتا وأكثرهم مناقب، رفيقي في الهجرة إلى المدينة، وأنيسي في وحشة الغار، ومن بعد ذلك ضجيعي في قبري، كيف لا يتهلل وجهي إلى أبي بكر فرحا. (الزوزني). 35683- عن علي قال: إن أكرم الخلق من هذه الأمة على الله بعد نبيها وأرفعهم درجة أبو بكر لجمعه القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيامه بدين الله مع قديم سوابقه وفضائله. (الزوزني). 35684- عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال حدثني علي بن أبي طالب من فيه قال، لما أمر الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر وكان مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة فسلم وقال: ممن القوم؟ قالوا: من ربيعة، قال: وأي ربيعة أنتم؟ من هامها أم لهازمها فقالوا: من الهامة العظمى، فقال أبو بكر: وأي هامتها العظمى أنتم؟ قالوا: من ذهل الأكبر، قال: منكم عوف الذي يقال له لا حر بوادي عوف؟ قالوا: لا، قال: فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار مانع الجار؟ قالوا: لا، قال: فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الأحياء؟ قالوا: لا، قال: فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها؟ قالوا: لا، قال: فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة؟ قالوا: لا، قال: فمنكم أخوال الملوك من كندة؟ قالوا: لا، قال: فمنكم أصهار الملوك من لخم؟ قالوا: لا، قال أبو بكر: فلستم من ذهل الأكبر، أنتم من ذهل الأصغر، فقام إليه غلام من بني شيبان حين بقل (بقل وجهه: أي أول ما نبتت لحيته. النهاية 1/147. ب) وجهه فقال: إن على سائلنا أن نسأله* والعبء لا تعرفه أو تحمله يا هذا! إنك قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا فمن الرجل؟ قال أبو بكر: أنا من قريش: فقال الفتى: بخ بخ من أهل الشرف والرئاسة! فمن أي القرشيين أنت؟ قال: من ولد تيم بن مرة، فقال الفتى: أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة، أمنكم قصي الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا؟ قال: لا، قال: فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون (مسنتون: أي مجدبين، أصابتهم السنة وهي القحط والجدب. النهاية 2/407. ب) عجاف؟ قال: لا، قال: فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير السماء الذي كأن وجهه القمر يضيء في الليلة الداجية الظلماء؟ قال: لا، قال: فمن أهل الإفاضة بالناس أنت؟ قال: لا، قال: فمن أهل الحجابة أنت؟ قال: لا، قال: فمن أهل السقاية أنت؟ قال: لا، قال: فمن أهل الندوة أنت؟ قال: لا، قال: فمن أهل الرفادة أنت؟ قال: لا، فاجتذب أبو بكر زمام الناقة راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الغلام: صادف درء السيل درءا يدفعه* بهيضه حينا وحينا يصدعه (درء: يقال للسيل إذا أتاك من حيث لا تحتسبه: سيل درء أي يدفع هذا ذاك وذاك هذا. ودرأ علينا فلان يدرأ إذا طلع مفاجأة. النهاية 2/110. ب) أما والله! لو ثبت لأخبرتك من قريش؛ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علي: فقلت: يا أبا بكر! لقد وقعت من الأعرابي على باقعة، قال: أجل يا أبا حسن! ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء مؤكل بالمنطق. ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار فتقدم أبو بكر فسلم فقال: ممن القوم؟ قالوا من شيبان بن ثعلبة، فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي! هؤلاء غرر الناس، وفيهم مفروق بن عمرو وهانيء بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك، وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا وكانت له غديرتان (غديرتان: الغدائر: الذوائب، واحدتها غديرة. النهاية 3/345. ب) تسقطان على تريبته (تريبته: التريبة: هي أعلى صدر الإنسان تحت الذقن، وجمعها الترائب. النهاية 1/186. ب) وكان أدنى القوم مجلسا؛ فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ فقال مفروق: إنا لنزيد على ألف ولن يغلب ألف من قلة. فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟ فقال المفروق: علينا الجهد ولكل قوم جد، فقال أبو بكر: كيف الحرب بينكم وبين عدوكم؟ فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبا حين نلقى، وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا (يديلنا: ومنه حديث أبي سفيان وهرقل (ندال عليه ويدال علينا) أي نغلبه مرة ويغلبنا أخرى. النهاية 2/141. ب) مرة ويديل علينا أخرى، لعلك أخو قريش؛ فقال أبو بكر: قد بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا هو ذا! فقال مفروق: بلغنا أنه يذكر ذاك فإلى م تدعونا يا أخا قريش؟ فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وإلى أن تؤوني وتنصروني، فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد. فقال مفروق بن عمرو إلى م تدعونا يا أخا قريش؟ فوالله؟ ما سمعت كلاما أحسن من هذا؛ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال هانيء: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش! إني أرى إن تركنا ديننا واتبعناك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر إنه زلل في الرأي وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزلة مع العجلة، ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدا ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر - وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة فقال: وهذا المثنى بن حاثة شيخنا وصاحب حربنا! فقال المثنى بن حارثة: سمعت مقالتك يا أخا قريش! والجواب فيه جواب هانيء بن قبيصة، وتركنا ديننا ومتابعتك على دينك، وإنا إنما نزلنا بين ضرتي اليمامة والسمامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هاتان الضرتان؟ فقال: أنهار كسرى ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وأما ما كان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا أن لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا، وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله به [؟؟] لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه، أرأيتم أن لا تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم، أتسبحون الله وتقدسونه؟ فقال النعمان بن شريك: اللهم فلك ذلك! فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ابن إسحاق في المبتدأ، عق وأبو نعيم، هق معا في الدلائل، خط في المتفق، قال عق: ليس لهذا الحديث بطوله وألفاظه أصل، ولا يروى من وجه يثبت إلا شيء يروى في مغازي الواقدي وغيره مرسل، وقد روى داود العطار عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم - فذكر الحديث بجلاف لفظ أبان ودونه في الطول وهو أولى من حديث أبان بن عثمان - انتهى، وقال ق: قال الحسن بن صاحب: كتب عني هذا الحديث أبو حاتم الرازي، قال ق: وقد رواه أيضا محمد بن زكريا الغلابي وهو متروك عن شعيب بن واقد عن أبان بن عثمان فذكره بإسناده ومعناه، وروي أيضا بإسناد آخر مجهول عن أبان بن تغلب - انتهى). 35685- عن أبي العطوف الجزري عن الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت: هل قلت في أبي بكر شيئا؟ قال: نعم يا رسول الله! قال: قل حتى أسمع، قال: وثاني اثنين في الغار المنيف وقد* طاف العدو به إذ يصعد الجبلا وكان حب رسول الله قد علموا* من البرية لم يعدل به بدلا فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: صدقت يا حسان! هو كما قلت. (عد، ورواه من وجه آخر عن الزهري مرسلا وقال: ولم يوصله إلا محمد بن الوليد بن أبان وهو ضعيف يسرق الحديث: وقال: هذا الحديث موصله ومرسله منكر، والبلاء فيه من أبي العطوف). 35686- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب أبي بكر، فإني لا أعلم أحدا أعظم عندي يدا في صحبته وذات يده من أبي بكر، فقال بعض الناس: سدوا الأبواب كلها إلا باب خليله، فقال: إني رأيت على أبوابهم ظلمة ورأيت على باب أبي بكر نورا، فكانت الآخرة أعظم عليهم من الأولى. (عد). 35687- عن أنس قال: قالوا: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها إذا. (ن). 35688- عن أبي البختري الطائي قال: سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: من يهاجر معي؟ قال: أبو بكر، وهو يلي أمر أمتك من بعدك وهو أفضلها وأرأفها. (كر وقال: غريب جدا لم أكتبه إلا من هذا الوجه). 35689- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: من أصبح اليوم منكم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من شيع اليوم منكم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: وجبت وجبت لك الجنة. (ابن النجار). 35690- {مسند علي} عن محمد بن عقيل قال: خطبنا علي ابن أبي طالب فقال: أيها الناس! أخبروني من أشجع الناس؟ قالوا: أنت يا أمير المؤمنين! قال: أما إني ما بارزت أحدا إلا انتصفت منه ولكن أخبروني بأشجع الناس، قالوا: لا نعلم فمن؟ قال: أبو بكر، إنه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشا فقلنا: من يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوي إليه أحد من المشركين؟ فوالله! ما دنا منا أحد إلا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه، فهذا أشجع الناس! ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذته قريش فهذا يجأه (يجأه: يقال: وجأته بالسكين وغيرها وجأ إذا ضربته بها. النهاية 5/152. ب) وهذا يتلتله (يتلتله: تلتله: زعزعه وأقلقه وزلزله وتله الجبين: صرعه، كما تقول: كبه لوجهه. المختار 58. ب) وهم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا! فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر! يضرب هذا ويجأ هذا ويتلتل هذا وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله! ثم رفع علي بردة كانت عليه فبكي حتى اخضلت لحيته، ثم قال: أنشدكم الله! أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال: ألا تجيبوني! فوالله لساعة من أبي بكر خير من مثل مؤمن آل فرعون! ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه. (البزار) (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/47) وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن أبي الحارث وهو ثقة. ص).
|